فصل: (سورة البقرة: آية 229):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة البقرة: الآيات 224- 225]:

{وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)}.

.اللغة:

{عُرْضَةً} العرضة بالضم: الشيء الذي ينصب ويعرض، ويقال: هو عرضة لكذا، أي قوي عليه، وهو عرضة للناس، أي: لا يزالون يقعون فيه، وجعلته عرضة كذا، أي نصبته. أي لا تجعلوا اللّه كالغرض المنصوب للرماة، فكلما أردتم الامتناع من شيء- ولو كان خيرا- تتوصلون إلى ذلك بالحلف {اللغو} الساقط الذي لا يؤبه له ولا يعتدّ به من كلام وغيره، والمراد به هنا ما يسيق إليه اللسان من غير قصد الحلف.

.الإعراب:

{وَلا تَجْعَلُوا} الواو استئنافية مسوقة لمعالجة مشكلة اجتماعية خطيرة، وهي جعل اسم اللّه معرضا لايمانكم تبتذلونه بكثرة الحلف به. أو لا تجعلوه برزخا حاجزا بأن تحلفوا به، فذلك لأن العرضة إما بمعنى فاعل وإما بمعنى مفعول، ولا ناهية وتجعلوا فعل مضارع مجزوم بها {اللَّهَ} مفعول به أول لتجعلوا {عُرْضَةً} مفعول به ثان {لِأَيْمانِكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بعرضة {أَنْ تَبَرُّوا} أن وما في حيزها مصدر مؤول مفعول لأجله أو بدل {وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ} عطف على أن تبروا وبين ظرف متعلق بتصلحوا {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، واللّه مبتدأ وسميع عليم خبراه {لا} نافية {يُؤاخِذُكُمُ} فعل مضارع ومفعول به {اللَّهُ} فاعله والجملة مستأنفة {بِاللَّغْوِ} الجار والمجرور متعلقان بيؤاخذكم {فِي أَيْمانِكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {وَلكِنْ} الواو عاطفة ولكن مهملة للاستدراك {يُؤاخِذُكُمُ} فعل مضارع ومفعول به {بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بيؤاخذكم وما مصدرية أو اسم موصول وقلوبكم فاعل {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} الواو استئنافية واللّه مبتدأ وغفور حليم خبراه.

.[سورة البقرة: الآيات 226- 228]:

{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)}.

.اللغة:

{يُؤْلُونَ} يقسمون، والإيلاء من المرأة أن يقول: واللّه لا أقربك أربعة أشهر فصاعدا وفي هذا الفعل مباحث تتعلق بعلم الفقه يرجع إليها في مظانّها.
{فاؤُ} رجعوا.
{التربص} الانتظار والتأنّي، قال:
تربّص بها ريب المنون لعلها ** تطلّق يوما أو يموت حليلها

{قروء} جمع قرء، وهو الطهر، كما ذهب إليه الشافعي. أو الحيض كما ذهب إليه أبو حنيفة. وخلاف الفقهاء عند الاحتمال اللغوي جميل جدا. فمن إطلاقه على الطهر قول الأعشى:
أفي كل عام أنت جاشم غزوة ** تشدّ لأقصاها عظيم عزائكا

مورثة مالا وفي الحي رفعة ** لما ضاع فيها من قروء نسائكا

أي أطهارهن. ومن إطلاقه على الحيض قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: «دعي الصلاة أيام أقرائك».

.الإعراب:

{لِلَّذِينَ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم {يُؤْلُونَ} فعل مضارع والواو فاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول {مِنْ نِسائِهِمْ} الجار والمجرور متعلقان بيؤلون، وحق تعدية فعل الإيلاء بعلى ولكنه ضمنه معنى البعد لأن المقسمين يبعدون عن نسائهم نسائهم {تَرَبُّصُ} مبتدأ مؤخر و{أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} أربعة أشهر مضاف إليه، والكلام مستأنف لإتمام التشريع {فَإِنْ فاؤُ} الفاء استئنافية وإن شرطية وفاءوا فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} الفاء رابطة لجواب الشرط وإن واسمها وخبراها وجملة إنّ وما تلاها في محل جزم جواب الشرط {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ} الواو عاطفة وإن شرطية وعزموا فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط والطلاق منصوب بنزع الخافض لأن عزم يتعدى بعلى وجواب الشرط محذوف تقديره فليوقعوه {فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الفاء عاطفة على الجواب المحذوف بمثابة التعليل، وإن واسمها وخبراها {وَالْمُطَلَّقاتُ} الواو استئنافية والمطلقات مبتدأ {يَتَرَبَّصْنَ} فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل، وجملة يتربصن خبر المطلقات، والجملة المستأنفة لا محل لها مسوقة لبيان أحكام الطلاق {بِأَنْفُسِهِنَّ} الجار والمجرور متعلقان بيتربصن، ومعنى الباء السببية أي من أجل أنفسهن، لأن نفوس النساء طوامح إلى الرجال فهن أدرى بقمع شرّتها {ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} قال المعربون مفعول به ليتربصن، وأرى أن النصب على الظرفية الزمانية أرجح.
ويتعلق الظرف بيتربصن أي: مدة ثلاثة قروء {وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ} الواو عاطفة ولا نافية ويحل فعل مضارع معطوف على يتربصن {أَنْ يَكْتُمْنَ} أن حرف مصدري ونصب ويكتمن فعل مضارع مبني على السكون في محل نصب بأن ونون النسوة فاعل وأن وما في حيزها في تأويل مصدر فاعل يحل {ما} اسم موصول في محل نصب مفعول به {خَلَقَ اللَّهُ} فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول {فِي أَرْحامِهِنَّ} الجار والمجرور متعلقان بخلق {أَنْ} شرطية {كُنَّ} فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط ونون النسوة ضمير متصل في محل رفع اسم كان {يُؤْمِنَّ} خبر كن وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فلا يجرؤن على ذلك {بِاللَّهِ} الجار والمجرور متعلقان بيؤمن {وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} عطف على اللّه لفظ الجلالة {وَبُعُولَتُهُنَّ} الواو عاطفة وبعولتهن مبتدأ {أَحَقُّ} خبر {بِرَدِّهِنَّ} الجار والمجرور متعلقان بأحق {فِي ذلِكَ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال أي حالة كون الرّدّ في مدة ذلك التربّص {إِنْ أَرادُوا إِصْلاحًا} أن حرف شرط جازم، أرادوا فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط والجواب محذوف تقديره: فبعولتهن أحق بردهن، والواو فاعل، إصلاحا مفعول به {وَلَهُنَّ} الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم {مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} مثل مبتدأ مؤخر واسم الموصول مضاف إليه وعليهن صلة الموصول وبالمعروف جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال أي كائنا في الوجه الذي لا ينكر في الشرع والعادة. وتفصيل هذه الأحكام في كتب الفقه {وَلِلرِّجالِ} الواو عاطفة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم {عَلَيْهِنَّ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال لأنه تقدم على موصوفه {دَرَجَةٌ} مبتدأ مؤخر {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} الواو استئنافية واللّه مبتدأ وعزيز حكيم خبراه.

.الفوائد:

لوحظ أنه أضاف الثلاثة إلى قروء، وهي من جموع الكثرة، لأنه لما جمع المطلقات وكان الواجب على كل منهن ثلاثة أقراء جمع القروء جمع كثرة ليتناسق الكلام، أو أنه من باب الاتساع، ووضع أحد الجمعين في موضع الآخر، للنكتة المشار إليها آنفا.

.[سورة البقرة: آية 229]:

{الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يَخافا أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229)}.

.الإعراب:

{الطَّلاقُ مَرَّتانِ} مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة لبيان عدد الطلاق الجائز {فَإِمْساكٌ} الفاء الفصيحة كأنه قيل: إذا علمتم كيفية التطليق فعليكم أحد الأمرين. وإمساك مبتدأ خبره محذوف أي فعليكم إمساكهن. وإنما قدرنا الخبر قبله لتسويغ الابتداء بالنكرة {بِمَعْرُوفٍ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لإمساك {أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ} أو حرف عطف وتسريح عطف على إمساك والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لتسريح. والمراد بالإحسان استمرار إيصال المعروف أو تأدية جميع حقوقها المالية لرأب الصدع الذي أحدثه الطلاق {وَلا} الواو استئنافية أو عاطفة ولا نافية {يَحِلُّ} فعل مضارع مرفوع {لَكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بيحل {أَنْ تَأْخُذُوا} أن وما بعدها في تأويل مصدر فاعل يحل {مِمَّا} الجار والمجرور متعلقان بتأخذوا أو بمحذوف حال {آتَيْتُمُوهُنَّ} الجملة صلة الموصولة والواو بعد الميم التي هي لجمع الذكور لإشباع ضمة الميم {شَيْئًا} مفعول به {إِلَّا أَنْ يَخافا} إلا أداة حصر لتقدم النفي أو استثناء، وأن والفعل بعدها في تأويل مصدر، وقد اختلف في إعراب هذا المصدر اختلافا شديدا، فالظاهر أنه نصب على الحال، أي إلا خائفين، ويشكل عليه أن سيبويه منع في كتابه وقوع أن والفعل حالا، نصّ على ذلك في آخر باب هذا باب ما يختار فيه الرفع. وعلى هذا لا مندوحة عن الرجوع إلى الوجه الثاني من أوجه الاستثناء وهو أن يكون الكلام تاما منفيا فننصبه على الاستثناء من المفعول به، وهو شيئا. كأنه قيل: ولا يحل لكم أن تأخذوا بسبب من الأسباب إلا بسبب خوف عدم إقامة حدود اللّه، فذلك هو الذي يبيح لكم الأخذ. ويكون حرف العلة قد حذف مع أن وهو جائز في العربية، فتأمل وتدبّر {أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ} أن وما في حيزها في موضع نصب مفعول يخافا، وحدود اللّه مفعول به ولا نافية {فَإِنْ خِفْتُمْ} الفاء استئنافية وإن شرطية وخفتم فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والتاء فاعل {أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ} أن وما بعدها في موضع نصب مفعول به لخفتم {فَلا جُناحَ عَلَيْهِما} الفاء رابطة لجواب الشرط ولا نافية للجنس وجناح اسمها وعليهما جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا {فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} الجار والمجرور موضع نصب على الحال وجملة افتدت صلة الموصول والجار والمجرور متعلقان بافتدت.
وجملة فلا جناح في محل جزم جواب الشرط {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} تلك اسم الاشارة مبتدأ وحدود اللّه خبره {فَلا تَعْتَدُوها} الفاء الفصيحة أي إذا عرفتم هذه الأحكام فلا تتجاوزوها، والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب. وجملة: {تلك حدود اللّه} مستأنفة ولا ناهية وتعتدوها فعل مضارع مجزوم بلا والواو فاعل والهاء مفعول به {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ} الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لذكر الوعيد بعد النهي عن تعديها، ومن اسم شرط جازم مبتدأ ويتعد فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وحدود اللّه مفعول به {فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الفاء رابطة لجواب الشرط وأولئك مبتدأ وهم مبتدأ ثان والظالمون خبره، والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأول أو هم ضمير فصل لا محل لها والظالمون خبر أولئك. والجملة في محل جزم جواب الشرط، وفعل الشرط وجوابه خبر من.

.[سورة البقرة: الآيات 230- 231]:

{فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ (231)}.

.اللغة:

{ضِرارًا} مصدر بمعنى الإضرار، كان الرجل يطلق المرأة ويتركها حتى يقرب انقضاء عدتها ثم يراجعها لا لرغبة فيها بل ليطوّل عليها العدة فنهي عنه والتفاصيل في كتب الفقه.

.الإعراب:

{فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ} الفاء استئنافية أو عاطفة وإن شرطية وطلقها فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والهاء مفعول به والفاء رابطة لجواب الشرط ولا نافية وتحل فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر تقديره هي أي المطلقة والجار والمجرور متعلقان بتحل والجملة في محل جزم جواب الشرط {مِنْ بَعْدُ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال أي كائنة بعد الطلقتين الاثنتين {حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} حتى حرف غاية وجر وتنكح فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والجار والمجرور متعلقان بتحل وزوجا مفعول به وغيره صفة {فَإِنْ طَلَّقَها} الجملة مستأنفة وقد تقدمت والفاعل مستتر يعود على الزوج الثاني {فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا} الفاء رابطة ولا نافية للجنس وجناح اسمها المبني على الفتح وعليهما الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها وجملة فلا جناح جواب شرط وأن وما في حيزها مصدر منصوب بنزع الخافض أي في التراجع والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال، والضمير يعود على الزوجة والزوج الأول {إِنْ ظَنَّا} إن شرطية وظنا فعل ماض مبني على الفتح والألف فاعل وهو فعل الشرط وجوابه محذوف دل عليه ما قبله {أَنْ يُقِيما} أن وما في حيزها مصدر منصوب مفعوليّ ظنّا والألف فاعل {حُدُودَ اللَّهِ} مفعول به {وَتِلْكَ} الواو استئنافية وتلك مبتدأ {حُدُودَ اللَّهِ} خبر {يُبَيِّنُها} فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على اللّه تعالى والهاء مفعول به والجملة في محل رفع خبر ثان أو حال {لِقَوْمٍ} الجار والمجرور متعلقان بنبينها {يَعْلَمُونَ} الجملة صفة لقوم {وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ} الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لتتمة بيان أحكام الطلاق.
وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط متعلق بالجواب وجملة طلقتم النساء في محل جر بالإضافة والنساء مفعول طلقتم {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} الفاء عاطفة وبلغن فعل ماض مبني على السكون ونون النسوة فاعل وأجلهن مفعول به {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} الفاء رابطة لجواب الشرط وأمسكوهن فعل أمر وفاعل ومفعول به والجار والمجرور متعلقان بأمسكوهن {أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} الجملة معطوفة على سابقتها {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرارًا} الواو عاطفة ولا ناهية وتمسكوهن فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به والنون علامة التأنيث، وضرارا مفعول لأجله أو مفعول مطلق أو مصدر في موضع الحال، والأوجه الثلاثة متساوية الرجحان {لِتَعْتَدُوا} اللام للتعليل وتعتدوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والجار والمجرور متعلقان ب {ضرارا} فيكون بمثابة علة للعلة كما تقول: ضربت ابني تأديبا لينتفع ولا يسوغ جعله علة ثانية لئلا يتعدد المفعول لأجله، ومعنى الاعتداء الظلم بمجاوزة الحدود المبينة {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ} الواو استئنافية ومن شرطية مبتدأ ويفعل فعل الشرط والفاعل هو وذلك مفعول به {فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} الفاء رابطة لجواب الشرط، وقد حرف تحقيق وظلم فعل ماض وفاعله هو ونفسه مفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط. وفعل الشرط وجوابه خبر من {وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا} الواو حرف عطف أو استئناف ولا ناهية وتتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا والواو فاعل وآيات اللّه مفعول به أول وهزوا مفعول به ثان للتتخذوا أي مهزوءا بها {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الواو حرف عطف واذكروا فعل أمر وفاعل ونعمة اللّه مفعول به وعليكم متعلقان بنعمة {وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ} الواو عاطفة وما اسم موصول معطوف على نعمة وجملة أنزل صلة ما وعليكم متعلقان بأنزل، ومن الكتاب الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال، والحكمة عطف على الكتاب {يَعِظُكُمْ بِهِ} فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر تقديره هو والكاف مفعول به والجملة حال، والجار والمجرور متعلقان بيعظكم {وَاتَّقُوا اللَّهَ} الواو حرف عطف، اتقوا عطف على اذكروا {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شيء عَلِيمٌ} عطف على ما تقدم وأن وما في حيزها سدت مسد مفعولي اعلموا.